Saturday, May 06, 2006

(8)

"أنا الحاجة الوحيدة اللي مش مخلياني عارف أنام .. لما بفتكر بصته الأخيرة ليا .. كأنه بيتمنى أو بيطلب مني إني أمنعه .. إني أقوله لأ يا منير .. بصة غريبة جدا ً .. عينه مليانه دموع و كأنه مش باصصلي .. و شبه ابتسامة واحد عارف إن مافيش فايدة من طلبه .. ما كنتش حقدر أضحك على نفسي أكتر من كدة .. ما كنش حعرف أقولا لأ يا منير!"

قالها (فتحي) و شرد مجددا ً، احمرت عيناه من قلة النوم. أشعل سيجارة جديدة سحب منها عدة أنفاس متلاحقة و تركها على المنفضة لينساها كما حدث مع سابقاتها. بينما ينظر المحامي له بارتباك شديد، صمت قليلا ً ثم تحدث فجأة كأنما وجد أخيرا ً شيئا ً يصلح للقول:
ـ " أستاذ فتحي، يا ريت تهدى شوية و ترتب أفكارك و تحاول تتكلم معايا بوضوح أكتر عشان أقدر أساعدك .. خد وقتك خالص .. اشرب قهوتك .. و كلمني بصراحة .. ليه قتلت منير؟"

يبدأ صدر فتحي في العلو و الهبوط بسرعة تتزايد، كأنه على وشك البكاء، ثما تهدأ أنفاسه كأنما ينجح في السيطرة على انفعاله و يقول بهدوء:
ـ "بس أنا ما قتلتش منير !"
ـ "أستاذ فتحي .. مع احترامي الشديد كدة انت بتصعب الدنيا على نفسك و عليا!! حضرتك أول كلام ليك لما رحت تبلغ عن نفسك في القسم الساعة 4 الفجر كان إنك ارتكبت جريمة قتل .. ده كان نص كلامك .. فياريت تحاول تفهمني .. أنا فعلا ً حاسس إنك مش بتقول كل حاجة"
مجددا ً يشرد فتحي كأنه يسترجع شيئا ً ما في عقله، ثم يأخذ نفسا ً عميقا ً، و يسبل عينيه و يتحدث بهدوء:
- "أنا متلخبط جدا ً .. مش عارف أنا اللي قتلت منير و لا هو اللي قتلني .. و الله ما قادر أحدد إيه اللي حصل .. و حقك و حق أي حد يقول عليا مجنون رسمي و بخرف. عمري ما كنت واثق من إحساس الكره جوايا .. يعني .. بحس إني عمري ما كرهت حد، لكن كرهت منير .. كرهته بكل معاني الكلمة" يصمت قليلا ً و يتطلع لعلبة سجائره قليلا ً قبل أن ينتشل سيجارة و يشعلها على مهل، يقول المحامي كأنه يسد فراغ اللحظة الصامتة:

ـ " أستاذ فتحي، الكره مش مبرر كافي للقتل .. ده لو انت فعلاً قتلت"
- " قلتلك ما قتلتش .. ولا قتلت، فارقة كتير؟ عمرك ما اتمنيت الموت لحد؟ عمرك ما تصورت إنك بتغرز سكينة في قلب حد، و الحاجة الوحيدة اللي بتمنعك هي خوفك من العقاب، سواء دلوقت أو في الآخرة؟ عمرك ما اتمنيت الموت من قلبك لإنسان تاني له نفس حقوقك في الحياة؟ بس اللي منعك عنه خوفك .. و خوفك وحده اللي منعك؟ عمرك ما جربت الإحساس ده؟ عارف .. الإنسان بيتحسب و يتحاسب كقاتل لما يقتل فعلا ً، يعني لما يضرب رصاصة أو يغرز سكينة أو يحط سم أو يخنق أو يفجر أو يقطع إنسان تاني .. لكن الحقيقة .. إن الأمنية وحدها جريمة .. أمنيتك للإنسان بالموت تعتبر جريمة قتل بجد .. أنا قتلت منير من زمان .. أو هو قتلني من زمان .. منير كان عنده كل اللي مش عندي .. من زمان، إنسان محبوب جدا ً .. الواد الشقي الثورجي الكاريزماتيك جدا ً، تكفيه ابتسامة صغيرة لأي إنسان علشان يتحب علطول .. تخيل بني آدم الناس كلها أجمعت في فترة على حبه .. ما ينفعش ما يكونش في حد بيكرهه .. أهه أنا بقى كنت الإنسان اللي كان لازم يكرهه .. علشان مافيش شيء كامل و مافيش مطلق .. كان لازم من وسط كل دول أكرهه .. خصوصا ً لما أتأكدت إن سامية بتحبه"

- "سامية؟" يسأله المحامي مقاطعا ً كأنما التقط خيطا ما، لتزداد نبرة (فتحي) ألما ً و يجيب مقتضبا ً:
ـ "مراتي .. حتى سامية .. أكتر إنسان حبيته في حياتي .. أكتر لحظة فرحت فيها لما عرفت إنها مش حتتجوز منير .. كنت متأكد إنها بتحبه، لكن قلت لنفسي حتنسى، ما حدش بيموت عشان حد، و ما حدش بيفضل يحب حد علطول .. لكن أنا فضلت أحبها علطول، و هي فضلت تحبه علطول .. فيلم عربي مش كدة؟"

يزداد ارتباك المحامي و يجيب مسرعا ً:
ـ " العفو يا أستاذ فتحي .. ما قلتش كدة .. أنا آسف جداً"
ـ " يا سيدي .. ولا يهمك .. ما بقاش فيه أستاذ فتحي .. مالهوش داعي الاحترام ده كله .. انت دلوقت محامي محترم معيناه المحكمة لواحد محبوس على ذمة قضية .. يعني خد راحتك .. تعرف .. بس لما منير مات .. قدرت آخد نفس و أحس إني بتنفس فعلا ً .. كأني طول فترة شبابي و لحد دلوقت عايش تحت ضغط رهيب .. آه عارف و متأكد إن منير ما عمليش أي حاجة عن عمد .. و ساعات بتعاطف معاه بسبب كل اللي حصله في حياته .. و عارف إنه ما كانش بالسعادة دي .. لكن ما تتخيلش قد إيه كنت بفرح بعذابه .. منير كان سارق مني مراتي .. حتى منغير ما يشوفها ولا تشوفه .. كان سارقها مني .. كأني كنت بالنسبة لها تصبيرة أو حد أو حاجة موجودة في حياتها عشان ماتكونش فاضية جدا ً و باردة جدا ً .. عارف إني كنت بالنسبة لسامية مجرد راديو مسلي .. أو شماعة مفيدة .. لكن بسبب منير .. ما كانش ممكن أكون أكتر من مجرد تسلية أو حاجة مفيدة" كأنما اختنقت الكلمات في حنجرة (فتحي)، أو كأنما ليداري ألمه الشديد، ينخرط في نوبة سعال بادي افتعاله، بينما تخونه دمعة ما، لتزداد حالة ارتباك المحامي بما لا يقاس، و لا يجد فعلا ً ملائما ً فيقول:
ـ " أستاذ فتحي .. لولا ضيق الوقت كنت قلتلك نكمل بعدين .. بس أنا فعلا ً محتاج أعرف إيه بالظبت اللي حصل .. فعلا ً أنا مش قادر أجمع من كلامك غير رتوش .. مش قادر حتى أحدد التفاصيل دي مفيدة في القضية ولا لأ .. أنا عايز أعرف بالتفصيل إيه اللي حصل يومها .. يومها تحديدا ً" نظر له (فتحي) بنظرة من عين من هو مقبل ٌ على ضياع مؤكد .. نظرة من فقد كل شيء، نظرة مستريحة جدا ً، مؤلمة ً متألمةً جداً، و يستمر في الحديث كأنما لم يسمع المحامي:
- "الحاجة الوحيدة اللي مصر إن الناس تعرفها، إني ما ساعدتهوش ساعة ما مات، مش عايز حد يتصور إني حاولت أساعده و ما عرفتش، و ده مش نوع من الشجاعة الأدبية .. لأ .. أنا عايز أستمتع تماما ً بإحساسي إني شفته بيموت، و كان ممكن أساعده أو أمنعه عن اللي عمله، و أنا سبته .. دي أهم نقطة يا متر .. و ساعتها بقى إحسبوها زي متحسبوها .. قتلته .. شاركت في قتله .. أي حاجة .. المهم ماتحاولوش تنسبولي حاجة ما عملتهاش .. أو تنكروا عني حاجة عملتها .. فاهنمي يا متر؟"
- "مهو يا أستاذ فتحي لازم أفهم إيه اللي حصل بالظبت عشان أقدر أتعامل مع الموقف .. لأول مرة محضر البلاغ اللي حضرتك عملته ضد نفسك غامض جدا ً، أنا فعلا ً مش قادر أوصل لنتيجة أتكلم بيها .. أرجوك إحكيلي"
يزداد ضياع نظرة فتحي، صار يشعل السيجارة بينما سابقتها في المنفضة لم تمم احتراقها بعد و لم تنطفىء، و يعاود حديثه بهدوء:
- "بمنتهى البساطة .. بعتبر نفسي قتلته و ما قتلتهوش، ححكيلك، و برضو مش حتفهم، بس عايز أؤكد إني لو قتلته، فأنا مش ندمان، لو ما أنقذتوش من الموت، فأنا فخور بنفسي، و حقول كدة في المحكمة"

--------------------------

كالعادة، لم يتوقع (منير) زوارا ً تلك الليلة، فرغ من (مروة) أو فرغت منه و رحلت بحجة أن أمها مريضة، هو يعلم أنها مجرد حجة، يشعر أنها ملت كآبته التي لا تنتهي، لها كل العذر، هو لم يعد يطيق كل تلك الكآبة و الحزن، وإن كان لا يجد فكاكاً، امتصت أحداث حياته كل قدرة له على المواصلة، يشعر أن عليه أن يجتهد ليطوي صفحة ماضيه شديدة الثقل، و يحاول أن يبدأ من جديد. كان على وشك أن يأوى لفراشه استعدادا ً ليوم عمل ٍ جديد، هو ليس شديد الحماس للعمل، و لكنه يشعر أنه أفضل حالا ً بهذا العمل. دق جرس الباب فقط ليتوتر (منير) هو لا يحب ما تحمله تلك الزيارات الليلية أيا ً كان صاحبها، تعود كمصري أن الزيارة الليلية المفاجئة لا تعني سوى مصيبة بالضرورة.

فتح منير الباب ليجد فتحي أمامه.

ـ "إزيك يا منير .. معلش جاي في الوقت ده .. أقدر أدخل؟"

أفاق (منير) من دهشته سريعا ً و رحب بـ(فتحي) بلا حماس حقيقي، عرض عليه كوبا ً من الشاي فلم يمانع (فتحي) و حاول منير جاهدا ً ألا يسأله في غلظة عن سر مجيئه المفاجيء. أغرق منير تساؤلاته في مياه الصنبور الباردة و هو يغسل كوبين قذرين استعدادا ً لمشاركة (فتحي) شايا ً ليليا ً متوتراً، خرج (منير) من المطبخ ليجد (فتحي) انتقل إلى الشرفة و أشعل سيجارة، انتقل إليه (منير) و ناوله كوب الشاي و شاركه الصمت منتظرا ً إياه أن يبدأ الحديث.

بدأ (فتحي) الكلام فجأة.

ـ "مبسوط في الشغل يا منير؟"
ـ " متشكر قوي يا فتحي .. عارف إنك وقفت جمبي جدا ً .. و فعلا ً شايل جميلك بجد"
- "يا أخي بسألك مبسوط ؟؟ مالهوش داعي الكلام ده كله .. عارف يا منير انا دعيتك للشغل تاني ليه؟"

شعر (منير) بتهدج في صوت (فتحي) لم ينجح الأخير في إخفائه، أجاب بحذر:

- "ليه يا فتحي؟"
- "عشان خاطر سامية .. سامية هي اللي كانت مصرة إني أساعدك!!"

أسقط في يدي (منير)، لم يعرف بماذا ينطق، هو يعلم في قرارة نفسه أن (سامية) قد تكون هي المحرك لكل هذا، لكنه لم يتوقع أن يصارحه زوجها.

ـ عرف يا منير .. أنا عمري ما كنت عايزك تيجي تشتغل في المطحنة تاني .. لو القرار يرجعلي أنا بجد .. و الله ما كنت أفكر أقولك تعالى .. بس حنعمل إيه بقى .."

- "فتحي .. في إيه؟ أنا ما طلبتش منك حاجة .. و ما مش فاهم انت بتقول الكلام ده ليه .. على العموم أنا مستعد أسيبلك الشغل من بكرة يا سيدي .. ولا تزعل نفسك .. شايك .. عشان قرب يبرد !!"

- "يا سيدي هدي نفسك .. و ده كلام؟ تسيب الشغل؟ عشان تيجي الست (سامية) تطلعني ابن كلب جزمة .. و ابقى أنا السبب في كل حاجة حصلتلك .. و ممكن أطلع أنا السبب اللي خلا مراتك تسيبك عشان الطلياني .. و يمكن أنا اللي قتلت عيالك .. و يمكن أنا السبب في إنك بقيت هلاهيل بني آدم .. لا يا سيدي .. إوعى تاخد كلامي و تزعل" قالها فتحي بنبرة جريحة، منفعة جدا ً، بينما اربد وجه (منير)، شرد في أسفلت الشارع المظلم، و بدأ لون الشارع الأسود الكابي يتحول للون أبيض .. كأنه امتلأ فجأة بالثلج، أو كأن عينا منير امتلأتا بالثلج، و قال متمتا ً كأنه يكلم نفسه:

- " لو ده اللي جاي تتكلم فيه يبقى تشرب شايك و تتفضل .. أنا مش ناقصك .. و الله الغني عن شغلك"

ـ "لا يا شيخ؟ الله الغني عن شغلي؟؟ .. منير انت محتاجلي دلوقت .. لأول مرة محتاجلي .. و محتاج للشغل .. و خلينا نتكلم بصراحة .. أنا مبسوط إنك محتاجلي .. منير الواد الراجل الجدع اللي مابيخافش حد .. و اللي يأمر فيطاع .. بقى صرصار في مجاري صرف صحي .. فار .. منير اللي بسببه لما بنام مع مراتي ببقى كأني نايم مع لوح تلج .. بقى محتاجلي .. و انت عارف إنك محتاج الشغل .. أنا صريح معاك لأبعد حد .. ما بقيتش قادر أستحمل كدبي على نفسي .. أنا جاي النهاردة لأني حسيت إني محتاج أعرفك بس .. إني مش بساعدك عشان تهمني مصلحتك .. منير انت ولا حاجة .. و ما حدش فينا أحسن من حد .. و مش مكسوف أقولك إن مراتي مش بتحبني .. على الأقل ما سابتنيش عشان حد تاني .. على الأقل ما عرفتش الناس كلها إني مش مكفيها على السرير .. لأ مش مفيش حد أحسن من حد .. أنا أحسن منك يا منير .. أنا قدرت ما اكونش أناني زيك"

تدخل كلمات (فتحي) إلى عقل منير مباشرة دون المرور بأذنه، تتخبط في جمجمته، و تشوش رؤيته، فيمتليء الشاعر تدريجيا ً بالثلج الأبيض، و ببقع دماءٍ تنشع ُ منه، و تمتليء مقلتا (منير) بدموع لم يشعر ُ بها، و فتحي مسترسل:

-" منير أنا بفضفض مش أكتر .. مش عايز أمثل عليك إننا صحاب .. مش عايزك تفتكر إني صاحبك .. كل اللي عايزه إنك تبقى عارف إنك مش محبوب من الناس كلها زي زمان .. منير بص لنفسك في المراية .. انت مجرد مسخ .. مسخ فقد كل شيء و ما قدامهوش غير إنه يقبل اللي بيترماله .. مسخ خلصت كل فرصه من الدنيا .. اتهان بقدر ما يستحق .. انت ما اتظلمتش يا منير .. انت غرورك هو اللي عمل فيك كدة ..غرورك صورلك إنك مستقر في حياتك .. لحد ما فاطيما رمتك .. و حتى الشرموطة اللي انت ساحبها معاك دي كمان يومين و حتزهق منك"

لا يدري (منير) ما ضرورة أن ينفجر فيه (فتحي) بكل هذا الكلام، ولماذا الآن تحديداً، يضيف كلامه ندوبا ً جديدة إلى روح (منير)، يحاول جاهدا ً ألا يسمح للشارع بالمتلاء بالدماء، و لكن الشارع يمتلىء، تزداد بقع الدماء على الثلج، و يبدأ في ملاحظة قطة مذبوحة على الطوار، و أخرى في منتصف الشارع، يزداد عدد القطط. ما كل هذا العذاب؟ ما كل تلك المعاناة؟ تدريجيا ً يعلو صوت مواء جريح، و (فتحي) مستمر:

- " غرورك هو اللي كان السبب في كل الخرا اللي فحياتك .. انت السبب في موت ولادك يا منير .. انت اللي قتلتهم .. انت مش ملاك"

يغرق منير في دوامة من المواء المؤلم الصادر عن الشارع، بالرغم من أنه في شرفة حجرته على سطح أحد البنايات في الدور الثامن، إلا أنه يرى الشارع شديد القرب، يسمع المواء بوضوح، يرى قطة تنظر إليه بألم، كأنها تمد ذراعيها إليه لينقذها من عذابها، و فتحي مستمر:

-" منير أنا فعلا ً سعيد، فرحان عشان بشوفك لأول مرة و انت ولا حاجة .. و انت بقايا"

(فتحي) بدوره يغرق وجهه تماما ً في دموع ٍ لم يشعر بها، و يستمر بنبرة ثابتة الهدوء، متهدجة أحياناً:

- "معلش بس كنت محتاج أعرفك إنك أكتر إنسان أذيتني في الدنيا .. و فعلاً .. نفسي أشوفك بتتعذب أكتر، بعد زيارتك الأخيرة لينا .. و أنا أكبر أمنية في حياتي أشوفك بتموت موتة حقيرة"

لم يعد (منير) يعي كلام (فتحي)، فقط يتحرك بهدوء يرفع جسده بحرص ليقف على سور شرفته، تلك القطط بحاجة إلى مساعدة، وهو يشعر أنه تجاهل أنينها كثيرا ً، يشعر أنه يجب ألا يتجاهل ذلك الأنين مرة أخرى، يريد أن يسرع لمساعدتها. توقف (فتحي) عن الكلام وهو يرى منير يفعل ما يفعل، كأنما أصابته حالة شلل و خرس مفاجئة. شعر (منير) بتوقف فتحي عن الكلام، كان قد كف عن الإنصات، ولكنه انتبه لغياب الصوت فتوجه ببصره إلى فتحي، كأنه يطلب منه أن يستمر في كلامه، كلامه يؤنس تلك القطط في لحظات احتضارها، أراد أن يقول له استمر يا فتحي. في نفس الوقت كانت تنازعه أمنية في أن يقنعه فتحي أنه لا داع لمساعدة القطط الذبيحة الآن، ربما غدا ً، قل لي أن أستريح الآن و أساعدها غدا ً يا فتحي، أنا متعبٌ جدا ً ، و أنت تعلم ذلك. هذا ما دار في عقل منير، بينما وجد فتحي نفسه يتمتم بلا وعي، و كأن الكلمات تخرج من عقله الباطن مباشرة إلى لسانه:

- "نط يا منير .. نط"

----------------------------

قبل أن يلفظ (منير) آخر أنفاسه شعر بقطة تتجه إليه، تتشمم وجهه قليلا ً، ثم تنصرف مبتعدة، (فتحي) أيضا ً رأى ذلك المشهد و هو يراقب جثة منير الساكنة على الأسفلت الأسود للشارع المظلم.

Posted by Guevara at 5:01 PM



10 Comments

  1. Blogger Nour posted at 10:24 PM  
    ..من أحلى فصول الرواية حتى الآن

    عميق جدا و يشد جدا
  2. Blogger Sekhmet posted at 3:54 AM  
    اعتقد ان منير محتاج لافع اقوى من الكلام اللى قاله فتحى
    بس شغال يا شباب
    اوعوا تقولوا انها خلصت على كده
    :-o
  3. Anonymous Anonymous posted at 7:58 PM  
    أنا فرحانة قوي إن سولو رجع تاني
    :Dلعلى قد لحافك
  4. Blogger Bahz.Baih posted at 1:38 PM  
    اه يا ولاد الكلب موتوا منير ... متقولوش انا خلصت
    انا مصدوم
    بي جامده كيك
    و حلو اوى الفصل ده يا جيفارا
    لما نشوف يا سواو هتعمل ايه
    مش رحعت هنا تانى ...البس يا معلم

    بهظ
  5. Blogger a.nashat posted at 3:56 PM  
    ينفع كده ياخوانا؟
    هو فيه بطل بيموت؟؟؟
  6. Anonymous Anonymous posted at 2:15 PM  
    el donia hena btfakarny be mosalsalat esa3a 6
  7. Anonymous Anonymous posted at 7:56 AM  
    WOW .. bgad el story gamda moot .. ento 3abakra yaret law leha ba2y
  8. Anonymous موقع جوجو الشامل posted at 2:42 AM  
    بالتوفيق يا مان

    موقع نادى الزمالك
    موقع جوجو الشامل
    18 year old car insurance
    تعليم الفوركس , دروس تعليم فوركس ,فيديو تعلم فوركس
    موقع تعليم الفوركس,دورات فوركس ,دوره تعليم الفوركس
    موقع شركات الوساطه فى الفوركس ,تعليم الفوركس
    average car insurance for 18 year old
    موقع تعليم الفوركس للمبتدئين 2010
    موقع تعليم الفوركس للمبتدئين اون لاين
    اوك
  9. Blogger وتلومني فيك posted at 3:50 PM  
    كتب
    اخبار الجرايد
    تداول
    ملخصات
    روايات
    اكسسورات
    كوشات
    قصات شعر
    اطفال
    فساتين اطفال
    طبخ
    السياحه
    صور لاعبين
    سيارات
    ملابس شباب
    افلام انمي
    صور انمي
    صور
    مسلسلات
    فنانين
    برامج ماسنجر
    تواقيع جاهزه
    خامات
    ملفات مفتوحه
    برامج جوال
    نغمات
    رسائل
    برامج الكمبيوتر
    خلفيات كمبيوتر
    العاب
    العاب بلاستيشن
    منتدى
  10. Anonymous العاب posted at 1:54 AM  
    nice blog

Post a Comment

« Home